الأخلاق و العلم
يخاطب الله رسوله محمد عليه الصلاة و السلام مثنيا على خلقه :
(( و إنّك لعلى خلق عظيم ))
فالأخلاق الحميدة أساس الحياة السعيدة ليس للشخص نفسه فحسب بل للإنسانية جمعاء ، و من كان خلقه حسنا كان حسنا في عيون الناس و إن قبح منظره ، فكثير من الناس قد ينفر من شخص ما لقبح شكله أو مظهره فإذا عامله و وجد منه الخلق الحسن اتخذه صديقا و خليلا ، و كثير من الرجال تجذبه المرأة الجميلة و يسعى ليقترن بها حتى إذا لمس سوء الخلق نفر منها و انقلب جمالها في عيونه إلى قبح ذميم ، و مهما علت مراتب الإنسان حتى و إن ساس الناس فالشيء الذي يبقيه محترما في عيونهم هو أخلاقه الحسنة ، فإن ولت هذه الأخلاق سقط من عيونهم ، كما يقول أحمد شوقي :
إنّما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و العلم أساس آخر من أساسيات الحياة ، فـبه يعلم الإنسان جوانب الحياة المضيئة فيسخرها لخدمته ، و يعلم جوانبها المظلمة فيتجنب شرورها ، و العلم أساس لتطوّر البشر ، و كل تطور علمي جديد يتيح للإنسان التمتع بنعمة من نعم الله على خلقه ، فالله سبحانه و تعالى قد أنعم على خلقه نعما ظاهرة ينالها الإنسان دون عناء كالهواء و نعما تحتاج إلى جهد بسيط كالطعام و الشراب ، و نعما تحتاج إلى جهد و عناء ككثير من التقنيات الحديثة في الطب و الهندسة و الصناعات الثقيلة ، فهي تقدم خدمة فائقة للإنسان ، و لكنها لم توجد إلا بعد بحث و دراسة و جهد بالغ ، و لهذا أمرنا الله بطلب العلم على الدوام بقوله : (( و قل ربي زدني علما )) و أكد رسولنا الكريم هذا بقوله : ( اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ) و العلم هنا غير مقيّد بالعلم الشرعي ، بل بالعلم في مجالاته كافة إلا ما حرّم الله .
و هنا تبدو العلاقة الوثيقة بين العلم و الأخلاق ، فالعلم ـ مثل غيره ـ سلاح ذو حدين إن قادته الأخلاق الحسنة كان خيرا على الإنسانية جمعاء ، و إن سيطرت عليه الأخلاق الذميمة كان وبالا على الإنسانية بأسرها دون تمييز .
يخاطب الله رسوله محمد عليه الصلاة و السلام مثنيا على خلقه :
(( و إنّك لعلى خلق عظيم ))
فالأخلاق الحميدة أساس الحياة السعيدة ليس للشخص نفسه فحسب بل للإنسانية جمعاء ، و من كان خلقه حسنا كان حسنا في عيون الناس و إن قبح منظره ، فكثير من الناس قد ينفر من شخص ما لقبح شكله أو مظهره فإذا عامله و وجد منه الخلق الحسن اتخذه صديقا و خليلا ، و كثير من الرجال تجذبه المرأة الجميلة و يسعى ليقترن بها حتى إذا لمس سوء الخلق نفر منها و انقلب جمالها في عيونه إلى قبح ذميم ، و مهما علت مراتب الإنسان حتى و إن ساس الناس فالشيء الذي يبقيه محترما في عيونهم هو أخلاقه الحسنة ، فإن ولت هذه الأخلاق سقط من عيونهم ، كما يقول أحمد شوقي :
إنّما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و العلم أساس آخر من أساسيات الحياة ، فـبه يعلم الإنسان جوانب الحياة المضيئة فيسخرها لخدمته ، و يعلم جوانبها المظلمة فيتجنب شرورها ، و العلم أساس لتطوّر البشر ، و كل تطور علمي جديد يتيح للإنسان التمتع بنعمة من نعم الله على خلقه ، فالله سبحانه و تعالى قد أنعم على خلقه نعما ظاهرة ينالها الإنسان دون عناء كالهواء و نعما تحتاج إلى جهد بسيط كالطعام و الشراب ، و نعما تحتاج إلى جهد و عناء ككثير من التقنيات الحديثة في الطب و الهندسة و الصناعات الثقيلة ، فهي تقدم خدمة فائقة للإنسان ، و لكنها لم توجد إلا بعد بحث و دراسة و جهد بالغ ، و لهذا أمرنا الله بطلب العلم على الدوام بقوله : (( و قل ربي زدني علما )) و أكد رسولنا الكريم هذا بقوله : ( اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ) و العلم هنا غير مقيّد بالعلم الشرعي ، بل بالعلم في مجالاته كافة إلا ما حرّم الله .
و هنا تبدو العلاقة الوثيقة بين العلم و الأخلاق ، فالعلم ـ مثل غيره ـ سلاح ذو حدين إن قادته الأخلاق الحسنة كان خيرا على الإنسانية جمعاء ، و إن سيطرت عليه الأخلاق الذميمة كان وبالا على الإنسانية بأسرها دون تمييز .